السنة الخامسة أساسي
درس : الحضارة القبصيّة
1- الحضارة القبصية
نسبة إلى مدينة قفصة بتونس،تسمية قفصة هي اشتقاق عربي للتسمية اللاتينية
والحضارة القبصيّة هي حضارة امتدت على جزء من البلاد التّونسيّة (تشمل القصرين، فريانة وقفصة) وجزء من الجزائر (تشمل تبسّة). وقد سمّيت بالحضارة القبصيّة نسبة إلى عاصمتها قبصة وهي قفصة حاليّا.
2- نشأة الحضارة القبصية
الواقع ان ظروفا موضوعية ساعدت في نشأتها خصوصا مميزات موقعها الجغرافي: فهي توجد عند ملتقى عدد من المسالك الطبيعية المؤدية الى كل من واحات الشطوط وقابس ومقاطعة البيزاسين ومكثر وتبسة ووجود عدد هام من عيون الماء الطبيعيّة التي مثلت ظرفا حيويا للاستقرار.
3- الفترة الزّمنيّة الّتي تعود إليها الحضارة القبصيّة:
امتدت الحضارة القبصيّة من 7000 قبل الميلاد (ميلاد عيسى عليه السلام) إلى 5000 قبل الميلاد ( بالنسبة للتحديد الزمني يتمّ التدرّج من العدد الكبير إلى العدد الصغير حتى الوصول إلى الصفر وهو تاريخ ميلاد المسيح) وتسمّى العصور ما قبل ظهور الكتابة بالعصور ما قبل التّاريخ وقد ظهرت الكتابة سنة 3000 قبل الميلاد أمّا العصور الّتي تمتدّ بعد ظهور الكتابة تسمى بالعصور التّاريخيّة وتعتبر فترة ما قبل التّاريخ أطول من الفترة التّاريخيّة.
4- الحضارة القبصية الشرقية والحضارة القبصية الغربي
تقسّم الحضارة القبصية تقليديا إلى قسمين، هما الحضارة القبصية المثالية والحضارة القبصية العليا.
- الحضارة القبصية المثالية أو الشرقية
تمركزت الحضارة القبصية المثالية أو الشرقية في وسط تونس (حول قفصة) وفي شرق الجزائر (حول تبسة)، وتميزت بصناعة أدوات حجرية كبيرة، مصنوعة من صفيحات صوّانية ذات قفا منحوت بحدة، منها الشفرات والمكاشط (المساحج) وخاصة الأزاميل (28,7 - 48,7% من جميع الأدوات المكتشفة). لم يكن الشكل الهندسي لهذه الأدوات مهمّا لديهم، فإن وُجد فهو مثلث. أما صناعة الأدوات العظمية فهي نادرة لديهم وغير متطورة، وهي متمثلة في مثاقب ضيقة مستدقة الطرفين.
- الحضارة القبصية العليا أو الغربية
تمركزت الحضارة القبصية العليا أو الغربية في وسط الجزائر (حول سطيف) وجنوبها، وتميزت بصناعة أدوات حجرية صغيرة ومتنوعة ذات شكل مثلث أوشبه منحرف، أحيانا مثلّمة أومسنّنة، منها الشفرات والمثاقب والنصال ونادرا الأزاميل. حيث بدأ القبصيون بتصغير حجم الأدوات الحجرية . أما صناعة الأدوات العظمية فقد كانت متطورة وشائعة لديهم.
5- حياة القيصيين
في تلك الحقبة الزمنية، كان المناخ المغاربي شبيها بالمناخ الحالي لأفريقيا الشرقية، حيث كانت السهول مكسوّة بالأعشاب (مروج عشبية) والمرتفعات مكسوة بالأشجار (غابات).
- السكن لدى القبصيين
سكن القبصيون أكواخا صنعوها من أغصان الشجر، كما سكن الرعاة المغارات في الجبال أثناء فصل الصيف. نجد، في الأماكن التي سكن فيها القبصيون، كديات تبلغ مساحتها من بضع الأمتار المربعة إلى مئات الأمتار المربعة، ويبلغ ارتفاعها من أقل من متر إلى ثلاثة أمتار أو أكثر. تحوي هذه الكديات قواقع حلازين كاملة ومهشمة، وكمية كبيرة من الرماد والأحجار المحرقة، وأحيانًا مقابر. تسمى هذه الكديات بالرَمَادِيات أو الكُدْيَات السُود.
- ترحال القبصيين
سكن القبصيون المناطق الداخلية من شمال إفريقيا الحالي، في المروج العشبية وعلى ضفاف البحيرات والصحراء (التي كانت مكسوة بالعشب). غير أنهم كانوا رُحّلاً، إذ كانوا يتنقلون بين الصحراء في الشتاء والمرتفعات في الصيف، مرورا بالأودية في الربيع والخريف.
- القوت الغذائي للقبصيين
اعتاش القبصيون على أنواع عديدة من الحيوانات، إذ تراوح قوتهم الغذائي الحيواني من الثيران والغزلان إلى الأرانب البرية والحلازين، كما تمثل قوتهم النباتي في الثمار والحبوب والفواكه الجافة .قام القبصيون، في العصر الحجري الحديث، منذ 6.500 سنة قبل الحاضر، بتدجين الخرفان والماعز والثياثل والرعي بها، فضلا عن مواصلتهم لصيد الحيوانات الأخرى، إذ يعدّ القبصيون أول الرعاة في تاريخ الإنسانية. أظهرت بعض الأبحاث أن بعض المجتمعات القبصية قامت بنوع من الزراعة البدائية.
- المعتقدات الدينية لدى القبصيين
لا تتوفر أدلة كبيرة عن المعتقدات والأديان القبصية، غير أن الحفريات أظهرت أن طرق دفنهم لموتاهم توحي بأنه كانت لديهم معتقدات بحياة أخرى بعد الموت، إذ كانوا يدفنون موتاهم في أوضاع مختلفة (منها الوضع الجانبي المثني)، مزينة أبدانهم بحجر المُغْرَة، مرفقين بأدواتهم وأوانيهم
- الفنون لدى القبصيين
كان فن التزيين والزينة متطورا لديهم، إذ كان القبصيون يركّبون قلادات من خرزات مصنوعة من قشور بيض النعام، كما قاموا بنقوشات صخرية، بعضها لها وظيفة تحديد النفوذ المكاني للرعاة وبعضها تعليمي. كما استعملوا حجر المُغْرَة في تزيين الأدوات والأبدان.
قام القبصيون، منذ 7.000 سنة قبل الحاضر، بصناعة أواني فخارية، التي قاموا بتطويرها في العصر الحجري الحديث، منذ 6.200 سنة قبل الحاضر، فأصبحت أواني فخارية مستدقة القاعدة: قوارير فخارية ذات شكل مخروطي بدون عرى وقدور فخارية ذات قاعدة شبه مخروطية وغيرها. كما قاموا أيضا باستعمال قشور بيض النعام في صناعة الأواني: قوارير بيضية الشكل وكؤوس وأكواب وصحون.
Commentaires
Enregistrer un commentaire