بحث حول الجهاز التنفسي - أعضاء التنفس لدى الإنسان
⇩⇩⇩⇩⇩
التَّنفُّس العملية التي بواسطتها يمكن للإنسان الحصول على الأكسجين واستعماله. حيث يحتاج إلى الأكسجين ليعيش. ويشمل التنفس كذلك إخراج غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يُنتج عن استعمال الخلية للأكسجين بواسطة الجهاز التنفسي.
إنّ الوظيفة الأساسيّة للجهاز التنفسي هي إيصال الأكسجين إلى الدم والتخلص من ثاني أكسيد الكربون. وهذا الجهاز يبدأ من فتحة الأنف، تجويف البلعوم، الحنجرة، القصبة الهوائية والشعب الهوائية إلى الحويصلات الهوائية، وكل جزء له خاصيّة معيّنة سوف نتطرق لها بإيجاز.
2- عملية التنفس:
يتكون التنفس من عمليتي الشهيق (النفس للداخل) والزفير (النفس للخارج). أثناء الشهيق أو الاستنشاق يُسحَب الهواء من الجو إلى الرئتين، وفي الزفير يُطرد الهواء من الرئتين.
يتم الشهيق عندما ينقبض الحجاب الحاجز وعضلات جدار الصدر. وهو يؤدي إلى زيادة طول وعرض القفص الصدري، الأمر الذي يؤدي إلى تمدُّد الرئتين. ويؤدي تمدد الرئتين إلى خفض قوة الشفط في الحويصلات فيُسحب الهواء النقي للرئتين. ويكوِّن الأكسجين نحو 20% من حجم الهواء، أما المتبقي منه فهو نيتروجين ونحو 0,3% ثاني أكسيد الكربون.
يحدث الزفير عندما ينبسط الحجاب الحاجز والعضلات الأخرى لتسمح للرئتين بالانكماش. ويؤدي هذا الانكماش إلى زيادة ضغط الهواء في الحويصلات عن الضغط الجوىّ، ونتيجة لهذا يمر الهواء من الرئتين إلى الخارج. ويُكوِّن ثاني أكسيد الكربون نحو خمسة بالمائة والأكسجين نحو 17 بالمائة من هذا الهواء.
وفي الحويصلات، يتم تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الرئتين والدم من خلال الجدران الرقيقة للشعيرات الدموية. والدم الذي يدخل هذه الشعيرات به قليل من الأكسجين وكثيرٌ من ثاني أكسيد الكربون. ويمر الأكسجين الذي تم استنشاقه إلى الدم بينما يتحرك ثاني أكسيد الكربون من الدم إلى الحويصلات. وبين دورات التنفس، عندما يكون الجهاز التنفسي في حالة راحة، تظل الرئتان تحتويان على نصف هذا الهواء احتياطًا لاستمرار تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين دورات التنفس.
يدخل الهواء الجسم عبر الفم أو الأنف. ويمر الهواء في البلعوم ـ وهو مؤخرة الأنف والفم ـ ثم الحنجرة، وهي صندوق الصوت، ويدخل المسالك الهوائية، وأنابيب تقود إلى الرئتين. والرُغَامى (القصبة الهوائية) هي أكبر هذه الأنابيب، وهي تتفرع إلى أنبوبين صغيرين يسميان القصبتين. تدخل كل قصبة في إحدى الرئتين عند ثلث المسافة تقريبًا بين قمة الرئة وقاعدتها. وتنقسم القصبة في داخل الرئة إلى أنابيب أصغر وأصغر، كما ينقسم ساق الشجرة إلى فروع وغصينات. أما الغُصينات النهائية فهي أنابيب ضئيلة تسمى القُصيبات. وتؤدي أصغر القُصيبات التي تسمى القُصيبات النهائية إلى الوحدات التنفسية في الرئتين. وتتكون الوحدات التنفسية من أكياس سنْخِيَّة عديدة، ويحتوي كل كيس على نحو عشرين تجويفًا هوائيًا ضئيلاً تسمى الأسْنَاخ. وتحتوي جدران كل سٍِنخ على شبكة من الأوعية الدموية الضئيلة للغاية وتسمى الشعيرات الرئوية، وهنا يتم تبادل الغازات.
3- أعضاء التنفس:
- الرئتان:
تُعَدُّ الرئتان العضوين الرئيسيين للتنفس، وهما تركيبان مرنان داخل تجويف الصدر. تحتوي كلُّ رئة على ملايين الأكياس الحويصلات الهوائيّة (الأسناخ )، وتوجد شبكة من الأوعية الدقيقة الشعيبات الهوائيّة
أجزاء الرئتين
للإنسان رئة يمنى ورئة يسرى، وهما تملآن معظم التجويف الصدري. وللرئة قوام إسفنجي، ويمكن اعتبارها كيسًا مرنًا مملوءًا بملايين الغرف أو الأكياس الهوائية الضئيلة. ولو بسطنا جدران الأكياس الهوائية بحيث تكون مسطحة لغطت نحو نصف ملعب لتنس المضرب.
والرئتان معلقتان في القفص الصدري، وتشبهان شكل الرصاصة إلى حد ما، وتمتدان من أعلى الضلع الأول مباشرة إلى الحجاب (وهو شريحة عضلية تفصل تجويف الصدر عن البطن). ويغطي السطح الخارجي للرئتين غشاءٌ رقيق متين يسمى غشاء الجنب. وبين الرئتين يقع القلب والأوعية الدموية الكبيرة والمريء، وهو الأنبوب الذي يصل الفم بالمعدة
وتتحد قصيبات كثيرة لتكوين الأقسام الرئيسية في الرئة والتي تسمى الفصوص. وللرئة اليسرى فصّان، وللرئة اليمنى ثلاثة. ولكل فص فروعه الخاصة من القصيبات والأوعية الدموية بحيث يمكن استئصال فص مريض دون التضحية بالفائدة من الفصوص الأخرى.
- الأنف
الكلّ يعرف أنّ الأنف ليس فقط لمرور هواء التنفس، وإنّما أيضا المسؤول عن حاسة الشمّ، والأنف له وظيفة أساسيّة لترطيب الهواء الداخل إلى الرئتين وأيضا منع الحبيبات الصغيرة جدا العالقة في الهواء من المرور، حيث أنّها تلتصق بالغشاء المخاطي المبطن بالتجويف الأنفي.
- الحنجرة
تعتبر بوابة الجهاز التنفسي وفيها الأحبال الصوتيّة، التي تستقبل مرور الهواء من الرنة لإصدار الأصوات المختلفة، ويوجد فوق الحنجرة نتوء لحمي متحرك أو زائدة لحميّة وهذه الزائدة لها أهميّة خاصة في تغطية فتحة الحنجرة أثناء البلع لمنع دخول الطعام إلى الحنجرة أو القصبة الهوائيّة.
- القصبة الهوائيّة
يعتقد البعض أنّ القصبة الهوائيّة هي فقط عبارة عن أنبوب لمرور الهواء إلى الرئة ولكن في الحقيقة القصبة الهوائيّة لها تركيب يمكّنها من أداء وظيفة معيّنة، فجدار القصبة الهوائيّة يتكوّن من غضاريف عديدة، ولكن هذه الغضاريف تغطي فقط الجزء الأمامي من القصبة الهوائيّة، أمّا الجزء الخلفي من الجدار فيتكوّن من عضلات وليس غضاريف، وهذا التكوين يسمح للقصبة الهوائيّة بأن تكون صلبة ومفتوحة للسماح بمرور الهواء، وفي نفس الوقت يعطيها مرونة بحيث يسمح للجزء العضلي فيها بالانقباض، وهذه الخاصيّة ضروريّة جدا لوظيفتين مهمّتين وهما:
• إصدار الأصوات المختلفة حيث انقباض القصبة الهوائيّة ضروري لخلق تيار من الهواء الخارج من الرئة يمكّن الأحبال الصوتيّة من إصدار الصوت.
• الكحّة: الكلّ يعلم أن الكحّة مزعجة نوعا ما، ولكن لها فائدة مهمّة في مساعدة الشخص على التخلص من البلغم أو الإفرازات الضارة التي قد تتكون في الرئة، ولولا خاصيّة القصبة الهوائيّة المرنة لمّا تمكّن الإنسان من أن يكحّ بشكل فعال.
- الشعيبات الهوائيّة
يعدّ تفرع القصبة الهوائيّة إلى جزء أيمن وأيسر، فإنّ هذه الأنابيب تنقسم تدريجيا لتكوّن شبكة من الأنابيب التي وظيفتها هو إيصال الهواء إلى مختلف أجزاء الرئتين، وهذه الشعيبات الهوائيّة مهمّة جدا حيث أنّها يجب أن تبقى مفتوحة للسماح بمرور الهواء أثناء عملية الشهيق والزفير، ولكن في بعض الحالات كالربو الشعبي فإن مجرى الهواء في هذه الشعيبات يضيق، وهذا الضيق هو السبب الرئيسي في ضيق التنفس والصفير الذين يشتكي منهم مرضى الربو.
- الحويصلات الهوائيّة
يوجد في الرئتين ما يقارب من 300 مليون حويصلة هوائيّة ومحاط بهذه الحويصلات شبكة دقيقة جدّا من الشعيرات الدمويّة وهذا التداخل والتناسق ما بين الهواء القادم من الجوّ الخارجي المحمل بالأكسجين والدم القادم من القلب المحمّل بثاني أكسيد الكربون يسمح بعمليّة انتقال الأكسجين من الحويصلات الهوائيّة إلى الشعيرات الدمويّة، وبالتالي نقله إلى كافة أنحاء الجسم وفي نفس الوقت التخلص من ثاني أكسيد الكربون.
عمليّة التنفّس التي تتمّ بشكل تلقائي يتحكّم فيها المخّ عموما ومركز التحكّم في التنفّس الموجود في المخّ خصوصا بحيث يصدر أوامر عصبيّة للعضلات التي تحيط بالتجويف الصدري وأهمّ هذه العضلات هي الحجاب الحاجز بحيث أن انقباض هذه العضلات يؤدي إلى زيادة حجم التجويف الصدري وبالتالي إلى تمدّد الرئتين وارتخاء العضلات يؤدي إلى صغر حجم التجويف الصدري وبالتالي انقباض الرئتين وهذا يسمح بعمليتي الشهيق والزفير أن يتمّان بصورة دوريّة.
Commentaires
Enregistrer un commentaire